بيت لحم (بالسريانية: ܒܝܬ ܠܚܡ ؛ باليونانية: Βηθλεὲμ ؛ باللاتينية: Bethleem) هي مدينة فلسطينية، ومركز محافظة بيت لحم. تقع في الضفة الغربية التابعة للسلطة الفلسطينية على بعد 10 كم إلى الجنوب من القدس. يبلغ عدد سكانها 30,000 نسمة بدون سكان مخيمات اللاجئين. وتعتبر مركزا للثقافة والسياحة في فلسطين.[3][4] [5][6]
للمدينة أهمية عظيمة لدى المسيحيين لكونها مسقط رأس يسوع المسيح (عيسى). في بيت لحم العديد من الكنائس، ولعل أهمها كنيسة المهد، التي بنيت على يد قسطنطين الأكبر (330 م). وذلك فوق كهف أو مغارة، والتي يعتقد أنها الإسطبل الذي ولد فيه المسيح. يعتقد أن هذه الكنيسة هي أقدم الكنائس الموجودة في العالم. كما أن هناك سرداب آخر قريب يعتقد أن جيروم قد قضى ثلاثين عاما من حياته فيه يترجم الكتاب المقدس.[7]
وفقًا لعلماء الآثار، فإن المدينة قد تأسست على يد الكنعانيين في الألف الثاني قبل الميلاد، كما عُرفت بعدد من الأسماء عبر الزمن، حيث ورد اسم المدينة في مصادر قدماء السريان والآراميين، وقد مر عليها عدد من الغزاة عبر التاريخ، حيث تعرّضت بيت لحم هي وبقية فلسطين للغزو الأشوري والبابلي والفارسي والإغريقي والروماني والبيزنطي. أعيد بناؤها من قبل الامبراطور البيزنطي جستنيان الأول. ولقد فتحها العرب المسلمون على يد عمر بن الخطاب عام 637، والذي ضمن السلامة للمزارات الدينية في المدينة. في عام 1099، استولى عليها الصليبيون الذين حصنوها واستبدلوا بها الأرثوذكسية اليونانية برجال الدين اللاتين. وقد طُرد هؤلاء رجال الدين اللاتين بعد أن حرر المدينة صلاح الدين الأيوبي. مع مجيء المماليك في عام 1250، تم هدم جدران المدينة، وأعيد بناؤها في وقت لاحق خلال حكم الإمبراطورية العثمانية. في عام 1917 انتزعت بريطانيا السيطرة على المدينة من العثمانيين خلال الحرب العالمية الأولى وكان من المفترض أن يتم تضمينها في المنطقة الدولية في إطار خطة الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين عام 1947. تم الحاق المدينة بالأردن بعد نكبة فلسطين عام 1948. وقد احتلتها إسرائيل في عام 1967 بحرب الأيام الستة. منذ عام 1995، ووفقا لاتفاقية أوسلو، تم نقل السلطات المدنية والأمنية في المدينة إلى يد السلطة الوطنية الفلسطينية.[8]
تقع بيت لحم ضمن سلسلة جبال القدس، وترتفع عن سطح البحر 775 مترا.[9] وتعتبر المدينة تاريخيا منطقة مسيحية السكان، إلا أن معظم سكانها اليوم هم من المسلمين، ولكنها لا زالت موطنا لواحد من أكبر المجتمعات المسيحية الفلسطينية.
لبيت لحم دور رئيس في القطاع الاقتصادي الفلسطيني من خلال السياحة التي تزداد أثناء موسم عيد الميلاد عندما يحتشد الحجاج المسيحيين إلى كنيسة المهد، حيث أن يوجد في بيت لحم أكثر من 30 فندقا و300 ورشة عمل للحرف اليدوية. ويسكن هذه المدينة واحد من أقدم المجتمعات المسيحية في العالم، على الرغم من إن حجم المجتمع قد تقلص بسبب الهجرة.[10]